هل أصبح تناول الحمير في مصر هو الحل؟!

أثارت تصريحات الإعلامي تامر أمين مؤخرا ضجة كبيرة في المجتمع المصري حيث روج لأكل لحوم الحمير والأحصنة مدعيا أن أكلها حلال وأن دول العالم المتقدم مثل فرنسا تُقدم فيها لحوم الأحصنة كطبق غالي الثمن، ومؤكدا على احتواء لحومها على فيتامينات وقيمة غذائية عالية علاوة على صلاحيتها وأمانها على صحة الإنسان. لم تكن هذه هي الدعوة الوحيدة في هذا السياق، فهناك فتاوى من دعاة يظهرون على القنوات الفضائية بجواز أكل لحوم الحمير والكلاب، تسببت هذه الدعوات في جدل واسع من الجوانب الدينية والصحية ومن ناحية عادات المصريون في نظامهم الغذائي. فهل هذه هي مجرد دعوات أم أن لحوم الحمير والكلاب تسربت للسوق المصري وتناولها المواطنون بالفعل؟

مقابر جماعية للحمير

 أصبح من الطبيعي في السنوات الأخيرة سماع الموطنين أخبارا عن العثور على مقابر جماعية لحمير مذبوحة فبحسب منظمة الفاو انخفض عدد الحمير في مصر من ٩ ملايين حمار إلى أقل من مليون في عام 2021. ومن أمثلة الحوادث الأخيرة:

  • عثور الأهالي في منطقة زراعية واقعة بين قريتي كفر بالطين وعزبة مصباح في محافظة الغربية على كمية من هياكل عظمية للحمير بلغ عددها 25 هيكلا مسلوخة الجلد ومنزوعة الكبد.
  • في يناير من العام الحالي عثر الأهالي بمحافظة الفيوم على مقبرة تحتوي على هياكل لحمير مذبوحة ومسلوخة تضم أكثر من ألف هيكل عظمي لحمير، وذلك للمرة الثالثة بنفس المحافظة.
  • في يونيو عام 2022 عُثر في الطريق الزراعي التابع لمحافظة أسيوط على مقبرة لهياكل حمير تحتوي على ما يقارب من 3 آلاف هيكل لحمير مذبوحة ومسلوخة.

الموقف القانوني

 ينص القانون رقم 53 لسنة 1966 على عدم جواز أن يُذبح لغرض الاستهلاك الآدمي سوى الأبقار والجاموس والماعز والجمال والدواجن. وبالتالي فإن استخدام الحمير للاستهلاك الآدمي يعد مخالفا للقانون، كما يندرج الاتجار في لحوم الحمير ضمن بند الغش التجاري والشروع في بيع سلع غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وتصل عقوبته إلى السجن 3 سنوات. وهو ما دفع  أستاذ القانون أحمد الجنزوري لمطالبة الحكومة بتغليظ العقوبة على من يتاجر في لحوم الحمير.

التناقض الحكومي

 دائما كان الرد الحكومي على أخبار ظهور مقابر للحمير هو الإعلان عن تكثيف الحملات الأمنية والرقابية بالتعاون مع الطب البيطري، ومتابعة ذبح اللحوم في المجازر، وإجراء التحاليل للتأكد من عدم تسرب لحوم الحمير لسوق الاستهلاك الآدمي، أما الآن في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة وانخفاض قيمة العملة وغلاء أسعار اللحوم والدواجن وحتى البروتين النباتي، والعجز الحكومي التام عن إيجاد حلول لإنعاش الاقتصاد، نجد صمتا حكوميا أمام دعوات الإعلاميين من أمثال تامر أمين لتناول لحوم الحمير، وهو ما يشير إلى أن تلك الدعوات ليست بعيدة عن التوجيه الحكومي، وبالأخص في ظل حديث السيسي سابقا عن أكل أوراق الأشجار، وخواء ثلاجته من الطعام لعشر سنوات، وعيشه على الماء فقط خلال تلك المدة.

كيف يميزها المواطن

ينصح بعض الخبراء المواطنين بتوخي الحذر عند شراء اللحوم عبر النظر إلى الأختام على اللحوم، والابتعاد عن اللحوم المصنعة التي يصعب التعرف على محتواها مثل البورجر والشاورما، كما أن هناك علامات تميز لحوم الحمير مثل اللون، فلون لحوم البقر والجاموس يميل من البنى الفاتح إلى الأحمر الوردي أما الحمير فلونها يميل إلى البنفسجي، كما أن اللحوم الصالحة للأكل تنبعث منها عند الطهي رائحة طيبة ذكية أما لحوم الحمير فرائحتها كريهة.

شاركنا رأيك حول الجهات الداعية لتناول لحوم الحمير؟ وهل شاهدت في محيطك من يأكلها؟

 

 

 

أضف تعليقك
شارك