هل بدأت رحلة الدعم التمويني بالانقراض؟

 

 أعلن وزير التموين علي مصيلحي في 28 أغسطس 2023 عن حذف الأرز من قائمة السلع المدرجة على البطاقة التموينية، وذلك رغم إعلان الدولة وجود اكتفاء ذاتي من الأرز. وقد أوضح مصيلحي أن سبب الإلغاء يرجع إلى أن نصيبِ الفرد في الدعم التمويني البالغ 50 جنيها لا يكفي إلا لشراء زجاجة زيت وكيلو سكر، وأن الأرز سوف يُطرح بشكل حر للبيع بسعر 22 جنيها، وأضاف “لن ندرج الأرز على بطاقة التموين خوفا عليه من البهدلة” على حد وصفه.

 تقلص الدعم

تعاني الأسر المصرية في السنوات الأخيرة من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي تسببت في زيادة أعداد الفقراء حيث وصلت لنحو 60 % من المواطنين ممن يعيشون في فقر أو عرضة للفقر بحسب إحصاءات البنك الدولي لعام 2019، والتي صدرت قبل تعمق الأزمة الاقتصادية بمصر خلال آخر 3 سنوات، مما يعني أن أعداد الفقراء زادت بشكل أكبر.

في ظل هذا الوضع المتأزم اعتبرت الحكومة أن فاتورة الدعم تمثل عبئا كبيرا على الموازنة العامة، فاتبعت منذ عام 2016 سياسة تقشفية قاسية تماشيا مع شروط صندوق النقد الدولي، مثل رفع الدعم التدريجي عن المياه والكهرباء والوقود، فيما اتبعت طرقا عديدة لتقليص ملف دعم السلع التموينية، من أبرزها:

  • شن حملة موسعة لحذف المواطنين من بطاقة التموين في حال تيسر أحوالهم المادية، وبنت الحكومة ذلك وفق ما يدفعه المواطنون في فاتورة الكهرباء الهاتف أو امتلاك سيارة أو قطع أرض وعقارات، وهو ما قاد إلى حذف أكثر من 2 مليون بطاقة تموين.

 

  • أعلن وزير التموين علي مصلحي في 29 من إبريل من العام الحالي نية الحكومة رفع أسعار السلع التموينية بصورة شهرية بداية من مايو، وأضاف إن الزيادة سوف تطال سلعتا أساسيتين كل أول شهر، زاعما أن الزيادة ستصب في مصلحة المواطن في المقام الأول، ولا ندري ما هي مصلحة المواطن في ذلك!
  • تعهد السيسي بعدم إصدار بطاقات تموينية لحديثي الزواج، وقصر الدعم في البطاقات التموينية القديمة على طفلين فقط.

 نوفمبر 2016 أعلنت الحكومة رفع قيمة الدعم للفرد من 21 جنيهاً لتصل إلى 50 جنيهاً، وظل هذا الرقم ثابتا رغم انهيار سعر الجنيه أمام الدولار من 18 جنيها آنذاك إلى نحو 40 جنيها للدولار الواحد حاليا. وعند مقارنة أسعار السلع بعد زيادتها في يناير 2017 وقتنا الحالي نجد التالي: 

 

2023 2017 السلع
30 8.25 زيت 800 جم
13 7 سكر
5 2.5 الشاي 40 جم
8 3.25 صلصة 320جم
22 4.5 الأرز
13 4.5 مكرونة
18 6 دقيق
25 8.40 مسحوق عادي
جدوى الدعم

إن النظام الحالي لمنظومة الدعم التمويني يقوم على فلسفة تخلط الدعم العيني المتبع في منظومة الخبز والدعم النقدي المشروط في السلع التموينية، فيما يوجد مقترح حكومي بتحويل الدعم العيني للخبز إلى نقدي. لكن الأزمة أن الدعم الحكومي أصبح شكليا لا يكاد يقدم شيئا للمواطنين مع انهيار سعر الجنيه، وتضاعف الأسعار مع بقاء الخمسين جنيها تراوح مكانها.

في ظل تلك الأوضاع، يبرز سؤال بخصوص متى ستنظر الحكومة للمواطن بعين المسؤولية وتعيره بعض الاهتمام والأموال الموجهة لبناء القصور الرئاسية وأطول برج وأكبر نجفة في العاصمة الإدارية الجديدة؟، وما الجدوى من دعم لا يكفي سوى لشراء زجاجة زيت وكيلو سكر ويترك المواطن ليحارب يوميا لتأمين عيشة كريمة لأسرته.

 شاركنا رأيك: كيف تقرأ خبر حذف الحكومة للأرز من التموين، وهل تعتقد إنها خطوة على طريق رفع الدعم نهائيا؟
أضف تعليقك
شارك