تأزم ملف عودة المهجرين في سيناء مع اندلاع الحرب

 

 دعت الفصائل الفلسطينية السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، اقتصرت الاستجابة المصرية على فتح المعبر للمرة الأولى في 1 نوفمبر بعد 25 يوما من بدء الحرب، واقتصر الأمر على السماح لعدد 80 جريحا بالدخول إلى مصر لتلقي العلاج بعد أن راجعت المنظومة الأمنية الإسرائيلية هوياتهم، وفحصت أسماءهم. وهو ما تزامن مع السماح بمرور 400 شخص من غزة إلى مصر من حملة الجنسيات الأجنبية.

تمارس واشنطن والدول الغربية ضغوطا مكثفة على مصر عبر عنها صراحة منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قائلا “على المصريين أن يستعدوا لفتح معبر رفح والسماح بتدفق حركة المرور البشري من خلاله”، كما شدد عليها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قائلا ” إن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن توفير ممر آمن للمدنيين في غزة”.

إن تهجير أهل غزة إلى سيناء أججه حديث الإعلام الغربي مثل صحيفة الجارديان عن أن مصر تدرس عرضا لاستضافة 100 ألف فلسطيني من غزة مقابل مساعدات مالية، وهو ما أكده أيضا موقع مدى مصر نقلا عن 21 مصدرا حكوميا مصريا وأجنبيا، قبل أن يقرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على خلفية نشر التقرير إحالة “مدى مصر” للنيابة العامة، وحجب الموقع ورابطه الإلكتروني لمدة ستة شهور.

أزمة مع قبائل سيناء

في أغسطس الماضي، نظم أبناء قبيلة السواركة إحدى أكبر قبائل شمال سيناء تجمعا جنوب الشيخ زويد للمطالبة بالعودة لأراضيهم على الحدود مع غزة، ثم فضوا التجمع بعد تلقيهم وعودا من قيادات عسكرية بحل المشكلة في القريب العاجل.

وفي ذات الشهر نظم المئات من أبناء قبيلة الرميلات تجمعا بعنوان “جمعة الأرض” و”جمعة حق العودة” للمطالبة بعودتهم إلى أراضيهم في قرى رفح، وذلك بعد معاينة لجنة تابعة للجيش لأراضٍ القبيلة تمهيدًا لإنشاء مشروع يضم صوبًا زراعية بها.

 لقد حاول المحتجون دخول قراهم لكن قوات الجيش منعتهم، مما دفعهم للاعتصام في المنطقة الواقعة بين قريتي المقاطعة والوفاق بالشيخ زويد، كما منعوا مرور سيارات نقل المعدات الثقيلة التابعة لشركات المقاولات إلى رفح، وألقوا عليها الحجارة، وقطعوا الطريق الدولي المؤدي للمدينة. ولكن تراجعت حدة التوتر مع تلقي المحتجين وعودا من الجيش بالعودة إلى قراهم وأراضيهم بحلول 20 أكتوبر 2023.

مع بداية الحرب على غزة، وانتشار الأخبار عن مخطط تهجير سكان غزة إلى سيناء، تجمع المهجرون من أبناء مدينتي رفح والشيخ زويد بأعداد كبيرة في شمال سيناء للتحرك إلى أراضيهم التي سبق للجيش أن أبعدهم عنها خلال حقبة الاشتباكات التي شهدتها المنطقة في السنوات العشر الماضية. وقد تخوف النازحون والمهجرون من تخصيص أراضيهم لسكان غزة استجابة للضغوط الأمريكية، وهي مخاوف ازدادت بعد أن خلف الجيش وعده لهم بالعودة إلى تلك الأراضي في 20 أكتوبر.

ميدانيا، اعترض الجيش طريقهم، وأطلق الجنود الرصاص في الهواء لتفريق الأهالي المحتشدين الذين وجهوا السباب إلى الجنود. فيما لازال التوتر يخيم على شمال سيناء، في ظل عدم حل ملف عودة المهجرين، وازدياد المخاوف بشأنه على وقع الحرب في غزة.

  شاركنا رأيك: بخصوص سبل حل أزمة ملف النازحين والمهجرين من رفح والشيخ زويد؟ وهل تقبل منح أراضيهم لأهل غزة؟

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك
شارك