كم طفل سقط في بالوعات مصر؟

شهدت قرية كفر الغاب التابعة لمركز كفر سعد بدمياط خلال الأيام الماضية حادثا مروعا، حيث سقط الطفل “عماد حليم” البالغ من العمر خمس سنوات في أحد بيارات تطهير الترع داخل موقع إنشائي في القرية، وتجمع الأهالي في محاولة لإنقاذه ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وتوفى الطفل.

 بحسب الحاج عمرو مرعي منتشل جثمان الطفل فإن فرق الإنقاذ لم تصل حين طلبوها ولم تساعد في انتشال جثمانه، وظل هو والأهالي يحاولون إنقاذ عماد حتى صباح اليوم التالي حيث تم إخراج الجثمان في تمام الساعة الثالثة عصرا. وبحسب شهود العيان فقد كان البئر ان مفتوحا منذ شهرين، وتم تقديم شكوى لدى الجهات المختصة دون جدوى، كما أوشك أحد المارة أن يسقط في البئر نفسه قبل عشرة أيام من الحادث الأخير.

 حوادث مماثلة

 جاء الرد الحكومي على حادث الطفل عماد بإلقاء القبض على المقاول المشرف على الإنشاءات في الموقع، ووجهت له النيابة اتهاما بالقتل الخطأ عن طريق الإهمال بترك البئر دون غطاء، ولكن الحادث لم يكن الأول في مصر فقد تكرر عدة مرات بينما عادة ما يقتصر الحل الحكومي على إلقاء القبض على المتسبب المباشر دون تقديم حلول جذرية تمنع تكراره، ومن أمثلة تلك النوعية من الحوادث:

1- حادث قرية الشهابية التابعة لمحافظة كفر الشيخ في  فبراير 2023، والذي راح ضحيته طفلان، حيث سقط الطفل إبراهيم وبنت عمه تمارة محمد البالغان من العمر 4 سنوات في بالوعة صرف تحت الإنشاء.

2- حادث وفاة طفلة عمرها سبع سنوات إثر سقوطها داخل بالوعة صرف في مركز ملاوي بمحافظة المنيا.

3- حادث سقوط طفلين في بالوعة الصرف في مدينة السويس بحي فيصل أثناء لعبهما بجوار البالوعة المفتوحة.

4- وفاة ثلاثة أطفال أثناء عودتهم من المدرسة بعد سقوطهم في أحد البالوعات في مدينة الصف.

5-  وفاة الطفل “عمر أشرف” البالغ من العمر 11 عاما عقب سقوطه في فتحة ترعة مكشوفة بشارع سيتي بمدينة سوهاج.

 الإهمال الحكومي

 يعتبر الإهمال الحكومي في مراقبة الطرق،  والتهاون في مواجهة ظاهرة سرقة أغطية البالوعات من أهم الأسباب في الحوادث المتكررة لموت الأطفال عبر السقوط في البالوعات، وبحسب إحصائية رسمية أصدرتها الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف فقد تمت سرقة 12 ألف غطاء بلاعة في ثلاثة أشهر فقط عام 2019 وكانت القاهرة صاحبة النصيب الأوفر حيث تمت سرقة 17078 غطاء بلاعة، وبعدها الإسكندرية والجيزة. ووفق البيان فبيتم صُنع  6000 غطاء بالوعة إضافي سنويا لتعويض المسروق في القاهرة فقط،  وتتراوح تكلفة الغطاء الواحد بين 4 آلاف إلى 6 آلاف جنيه.

 الملفت أن المدن الأكثر تعرضا لسرقة البالوعات هي مدن رئيسية من المفترض أن عناصر الأمن منتشرة في شوارعها بخلاف القرى والنجوع. أما السبب الثاني لحوادث السقوط في البالوعات، فيتمثل في عدم وجود أغطية محكمة الغلق بسبب تهالكها وتكسر أجزاء منها. وهو ما يتطلب من الأجهزة المعنية والرقابية في الحكومة إجراء تفتيشات مستمرة على الأغطية والاهتمام بأعمال الصيانة، ولكن من يكترث بأرواح الأبرياء التي تُزهق في صمت تام.

شاركنا برأيك هل تعاني من ظاهرة البالوعات المفتوحة في محيطك؟

أضف تعليقك
شارك