انتهت في فبراير الجاري صفحة جديدة من صفحات قصة رجل الأعمال صفوان ثابت صاحب شركة جهينة للألبان، حيث أصدرت الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة بمجمع محاكم بدر قرارا برفع اسمه من قائمة الإرهاب، وذلك بعد شهر من الإفراج عنه وعن نجله سيف بعد عدة سنوات من الحبس الاحتياطي.
ما القصة؟
في عام 2015 صدر قرار بإدراج صفوان ثابت ضمن قوائم التحفظ على الأموال والمنع من السفر بحجة دعمه الإرهاب، ثم أضيف اسمه إلى قائمة الإرهابيين رفقة لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق محمد أبوتريكة. وفي نهاية عام 2020 ألقي القبض على صفوان بتهمة تمويل الإرهاب، فسارع للاستقالة في يناير 2021 من رئاسة مجلس إدارة جهينة ليتولى ابنه الوحيد من الذكور “سيف” إدارة الشركة الشهيرة التي يعرفها جل المصريون، إذ شغلت مركز الصدارة في سوق منتجات الألبان والعصائر في مصر بعد تأسيسها في عام 1983.
لم يمض شهران على توقيف صفوان إلا ولحق به ابنه سيف في فبراير 2021 بذات التهمة، ثم ازداد التضييق، ففي مايو 2021 اشتكت إدارة جهينة لعدة جهات رسمية شملت وزارات التجارة والصناعة والتموين والتجارة الداخلية من حملة تضييق تقوم بها إدارة شرطة مرور الجيزة عبر نصب نقاط تفتيش قرب مصانع جهينة في مدينة 6 أكتوبر، وصولا إلى سحب رخص 132 سيارة نقل تابعة للشركة مما أدى إلى تخوف العديد من متعهدي النقل من التعامل مع الشركة خوفا على شاحناتهم. فيما امتنعت وحدة تراخيص مدينة 6 أكتوبر عن ترخيص 65 سيارة تابعة لجهينة عند حلول موعد التجديد دون تحديد أسباب.
في ظل تلك الأجواء، برزت أقاويل حول أن القضية لا علاقة له بتمويل الإرهاب وفق الاتهامات الموجهة لصفوان ونجله، إذ لم يُعرف عنهما انخراطهما في العمل السياسي، فضلا عن سابقة تبرع صفوان بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح صندوق “تحيا مصر” عقب حضوره ضمن وفد من كبار رجال الأعمال لقاءا مع السيسي. وبدأ الحديث حول أن القضية ترتبط بضغوط يتعرض لها صفوان للتنازل عن ملكية شركته لصالح إحدى الجهات السيادية.
وفاة الزوجة
بحلول سبتمبر 2021 نشرت زوجة صفوان ثابت “بهيرة الشاوي” فيديو تستغيث فيه بالرئيس المصري للإفراج عن زوجها وابنها من سجن العقرب سيء السمعة، لكن كانت المفاجأة أن تم التحقيق معها في نيابة أمن الدولة العليا بتهمة (نشر وبث وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، ومشاركة جماعة إرهابية والترويج لأغراضها)، وحصلت بهيرة على إخلاء سبيل بكفالة مقدارها 5 آلاف جنيه بعد تحقيق مطول استمر نحو 8 ساعات. وعقب الإفراج عنها تعرضت لنزيف في العين ثم تدهورت حالتها الصحية، وتوفيت خلال شهور معدودة في مارس 2022.
الأزمة الاقتصادية والإفراج عن صفوان وابنه
تصاعدت الانتقادات الدولية بخصوص سجن رجل أعمال بارز مثل صفوان ثابت دون جريمة واضحة ارتكبها، ونشرت مجلة إيكونوميست البريطانية الشهيرة ملفا عنه قائلة أن قضيته تعيق المستثمرين الأجانب عن ضخ أموالهم في مصر.
مؤخرا، برز حديث حول ضرورة تحسين مناخ الاستثمار لعبور الأزمة الاقتصادية الحالية، وتشجيع رجال الأعمال على توسيع أعمالهم وليس مطاردتهم لأسباب واهية مما دفع العديد منهم مثل أولاد محمد فريد خميس صاحب شركة النساجون الشرقيون لنقل ملكية شركتهم للخارج. وبالفعل تم الإفراج فجأة عن صفوان ثابت ونجله في 21 يناير 2023 ثم أزيل اسمه في فبراير من قائمة الإرهابيين. ولكن بقى السؤال: من المسؤول عما حصل لأسرة صفوان ثابت؟ ومن سيعوضه عن وفاة زوجته قهرا عليه وعلى ابنها؟ ومن الذي سيتحمل تكلفة ما حدث للاقتصاد المصري؟
شاركنا رأيك بخصوص المسؤول عن مأساة صفوان ثابت ونجله.