من يحمي مرتضى منصور؟

لا يسبُّ مرتضى منصور الرئيس الحالي لنادي الزمالك خصومه، في الإعلام والرياضة والسياسة، إلَّا بأمهاتهم وأعراضهم. فهذا – وفقًا لمرتضى – كان يمارسُ الرذيلة مع تلك، والثاني مقبوضٌ عليه لإدارته وكرًا للأعمال المنافية للآداب، ووالدة الثالث  تقع في مرمى سباب المستشار لأنَّ نجلها تجرَّأ واختلف معه!

خصوم منصور، الأساسيون على الأقلِّ، ليسوا شخصيات عادية ولا بسيطة، وإنما خصوم من العيار الثقيل، سواء من نجوم الكرة والرياضة أو من رجال الأعمال ذوي الاهتمام الرياضي أو حتَّى من الرموز العامة في المجتمع، فلا أحد تقريبًا في مأمن من لسان القاضي السابق، كما يعرف نفسه.

لم ينجح القانون في كبح لسان الرجل الذي حول النادي الذي يرأسه وكياناته التابعة إلى عزبة له ولعائلته وبالأخص أنجاله؛ فقد رفض البرلمان السابق نحو 15 طلبًا لرفع الحصانة عنه، وتتجاهل وزارة الداخلية تنفيذ حكم قضائي نهائي في القضية 116 لسنة 2022 صادر ضده بحبسه شهرًا، كما فرض مرتضى نجله أحمد على البرلمان السابق نائبًا عن دائرة الدقي، رغم حصول منافسه عمرو الشوبكي على حكم نهائي من محكمة النقض بأحقيته في المقعد وقتها.

فيما ينتهي سقف غضب الحكومة ضد مرتضى عند إجراءات مؤقتة غير رادعة، كمنعه من الظهور الإعلامي 3 أشهر سابقا، وتعطيل مسيرته الطويلة في مجلس النواب دورة برلمانية قد يعود بعدها، وعزله عن النادي أسابيع بطريقة ما في عام 2020 ليعود بعدها من جديد متصدرا المشهد فيما يبدو أنها كانت “قرصة ودن” باللغة العامية.

سنَّ مرتضى لسانه حتى على رئيس الوزراء الحالي مصطفى مدبولي في مناسبة عامة أمام الحضور، وقال عنه وزير الرياضة الأسبق خالد عبد العزيز مشيرًا إلى رغبته في تجنب الصدام معه “بلاش مرتضى”، وعلق المستشار رفعت السيد رئيس جنايات القاهرة الأسبق عن وجود سقف ضمني للإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد منصور قائلا “من آمن العقوبة أساء الأدب”. فمن يحمي منصور؟

“الرئيس في الواجهة”

يقول السيسي عن نفسه أنه متابعٌ جيد لكل ما يعرض في التلفزيون المصري وما يدخل بيوت المصريين، وبالأخص في الفترة المسائية حين تنتهي الأعمال الرسمية حيث يشارك أحيانا في بعض  المداخلات مثل برنامج يوسف الحسيني على التلفزيون المصري، وبرامج شريف عامر وعمرو أديب على القنوات السعودية الموجهة لمصر. كما يصف السيسي نفسه بأنه محب للأخلاق والألفاظ الطيبة وحسن الأدب؛ فكيف يجتمع السيسي ومنصور؟

في عام 2014، حينما كان السيسي مرشحا رئاسيا حاملا رتبة المشير، طلب طلبا غريبا للغاية، وهو عقد جلسة مصالحة ودية بين اثنين من أكثر الشخصيات نفوذاً في الرياضة المصرية، وتورُّطا في الخناقات والملاسنات، الطرف الأول مرتضى منصور، والطرف الثاني أحمد شوبير!

من جانبه يقول مرتضى منصور عن نفسه، إنه يشبه السيسي كثيراً. في الانحياز الدائم للوطن، والقدوم من إحدى الجهات العليا “الجيش – القضاء”، وإدارة المؤسسة بالقوة، وتعيين الأبناء في مناصب معاونة، حيث يشرف أبناء مرتضى حاليا على مناصب رفيعة في فريق الكرة وألعاب الصالات بالنادي، وهو ما يشبه نمط إدارة الرئيس، وصولا إلى حديثه عن انهيار الزمالك حال رحيله.

“وظيفة مرتضى”

لا يجد مرتضى إشكالا في الاعتراف بأنه يتعامل مع الأجهزة السيادية الرفيعة لتطبيق أجندتها في ملف الكرة، وعلى رأسها إدارة ملف روابط التشجيع الشبابية، كما يبدو أنه يلعب دوراً بارزاً في قضايا غير رياضية تخص الشأن العام، كالهجوم على “الخونة” من أعداء الوطن كما يصفهم مرتضى، وإلهاء الرأي العام تارة والتنفيس عن غضبه تارة أخرى.

لذا يصفه اللاعب السابق في الكرة المصرية سمير صبري نصا بأنه “أحد أذرع الدولة، حاليا وسابقا، وله دور يؤديه على أكمل وجه، مسنود من أعلى المناصب في الدولة، ولا يستطيع أحد رفع الحصانة عنه إلا شخص واحد فقط”.

من وجهة نظرك: من هو الشخص الذي يمكنه رفع الحماية عن مرتضى منصور، ولا يريد ذلك إلى الآن؟

أضف تعليقك
شارك