ارتفاع نسب الولادة القيصرية: هل الأسباب طبية فعلا؟!

احتلت مصر المركز الأول عالميا في معدل الولادة القيصرية بنسبة وصلت إلى 72% من إجمالي عمليات الولادة في البلاد وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وذلك ارتفاعا من نسبة 52% في عام 2014 عندما كانت تحتل المركز الثاني عالميا بعد البرازيل، وذلك مع العلم أن المعدل العالمي للولادة القيصرية يتراوح بين 20 و25%.

وفقا لنتائج مسح صحة الأسرة المصرية لعام 2021، ارتفعت نسبة الولادات القيصرية إلى 84% في الحضر بوجه بحري مقابل 70.6% في عام 2014، وكذلك ارتفعت في حضر قبلي إلى 76 % مقابل 50.2% في عام 2014 بينما سُجلت أقل نسبة في المحافظات الحدودية بنحو  53%.

الحالات التي تتطلب الولادة القيصرية

تؤثر الولادة القيصرية بشكل مباشر على صحة الأم  حيث تؤدي إلى ارتفاع معدلات نزيف ما بعد الولادة، كما تزيد معدل دخول الأطفال للحضانات بأكثر من 3 مرات من المعدل الطبيعي، وكذلك تساهم في زيادة معدلات الإصابة بالتوحد.

ورغم تلك المخاطر، توجد عدة حالات تتطلب الولادة القيصرية مثل صعوبة حدوث الولادة بشكل طبيعي، فانقباضات الرحم قد لا تكون كافية لتوسعة عنق الرحم بما يمكّن الطفل من الخروج. أو وجود مشاكل في المشيمة أو كبر حجم الطفل أو إصابة الأم ببعض الحالات المرضية مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، ووجود مخاوف على صحة الطفل أو وجود توائم، إذا يزداد احتمال إجراء العملية القيصرية مع زيادة عدد الأطفال.

الأسباب وراء ارتفاع نسب الولادة القيصرية

ساهمت عدة أسباب في انتشار الولادات القيصرية مثل:

  • انتشار تصورات رسختها السينما والدراما كما في فيلم “الحفيد” بأن الولادة الطبيعية مؤلمة جدا، وهو ما يدفع بعض السيدات لإجراء الولادة القيصرية هربا من الآلام، وظنا بأنها أكثر أمانا للأم والطفل.
  • تشجيع بعض الأطباء أو المستشفيات للولادة القيصرية باعتبارها أكثر ربحا من الولادة الطبيعية.
  • انتشار تصور بأن حقنة التخدير النصفي المشهورة بـاسم ”إبرة الظهر” قد تسبب الشلل، فضلا عن عدم ممارسة الأم الحامل للرياضة التي لها دور كبير في توسيع الحوض وتقوية عضلات البطن لتسهيل عملية الولادة، مما يجعلها تشعر بآلام الظهر الناتجة عن ضعف فقراته، وبالتالي تستعجل الولادة القيصرية للتخلص من الآلام.

الحلول المقترحة للمشكلة

توجد عدة مقترحات لتقليل نسب الولادات القيصرية من قبيل:

  • مساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية، وتخصيص حوافز مالية للفرق الطبية التي تحقق معدلات أعلى للولادة الطبيعية.
  • تدشين حملة موسعة للحث على الولادة الطبيعية بدل القيصرية في مصر، وذلك عبر تفعيل نظام القابلات ودار الأمومة والطفولة في وزارة الصحة حتى تبدأ الأم في المتابعة من أول يوم، في ظل ارتفاع أسعار العيادات الخاصة التي تدفعها إلى ضعف المتابعة، وصولا إلى اللجوء للولادة القيصرية.
  • سرعة إصدار قانون المسؤولية الطبية وعودة تدريب الأطباء والممرضات على الولادة الطبيعية، فضلا عن علاج المشاكل الصحية لدى البنات مثل الأنيميا والسمنة والتقزم من أجل تحسين صحة الأمهات في المستقبل.

شاركنا رأيك بخصوص تقليل نسب الولادات القيصرية.

أضف تعليقك
شارك