بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ووقف استيرادها: مزارع الدواجن تتوقف عن العمل

يمر سوق الدواجن خلال الفترة الأخيرة بأزمة طاحنة تسببت في توقف 25 ألف مزرعة عن العمل، وذلك في ظل عدم قدرة أصحاب على المزارع على تأمين الغذاء والدواء للدواجن نظرا لارتفاع أسعار العلف، وبالتالي الاضطرار إلى بيع الدواجن بأقل من سعر التكلفة خوفا من موتها جوعا، مما أدى لانخفض سعر اللحوم البيضاء لكثرة المعروض وارتفعت أسعار البيض لنقص المعروض، وتسبب ذلك في خسائر فادحة لأصحاب المزارع.

وبينما كان المفترض انعقاد اجتماع طارئ للاتحاد العام لمنتجي الدواجن لشرح أبعاد الأزمة وتداعياتها الخطيرة على الأمن الغذائي للمواطنين، فقد أُلغي الاجتماع قبل عقده بساعات معدودة بتعليمات أمنية، واكتفى رئيس الاتحاد ثروت الزيني بإصدار بيان أعلن فيه إلغاء المؤتمر مع التنويه إلى تفهم مجلس الوزراء ووزارة الزراعة والبنك المركزي الموقف الحرج الذي وصلت إليه صناعة الدواجن.

أسباب الأزمة الطاحنة: شح الدولار وغلاء سعر الأعلاف

تعتمد مصر بشكل كبير على استيراد الأعلاف حيث تستورد 80 % من الأعلاف من أمريكا وأوكرانيا والبرازيل وتوفر الباقي من العلف المحلي، كما تستورد أيضا مكونات أخرى مهمة في مجال تربية الدواجن مثل مضادات السموم ومستلزمات طبية أخرى.

وبرغم تراجع أسعار العلف عالميا بسبب عودة تصدير الذرة والقمح من موانئ أوكرانيا، إلا أن الأسعار في مصر تواصل الارتفاع لتداخل عوامل أخرى تؤثر على السعر وفي مقدمتها صعوبة الاستيراد في ظل الإجراءات المعقدة التي وضعها البنك المركزي وتتطلب دفع ثمن الشحنة المستوردة بالكامل قبل دخولها للبلاد، وهو ما فاقم من أزمة شح الدولار في السوق، وبالتالي ارتفع سعر طن العلف من 10700 جنيه إلى 15500 جنيه خلال أيام معدودة، وهبط مخزون الأعلاف في بعض المزارع إلى صفر بحسب تصريح محمود العناني رئيس شعبة منتجي الدواجن. وكذلك يوجد عامل آخر يساهم في زيادة الأسعار، وهو زيادة أسعار الغاز، حيث تحتاج الدواجن لدرجة حرارة معينة، وفي ظل ارتفاع أسعار الغاز أصبحت التدفئة مكلفة للغاية.

عمليا، تكدست الموانئ  المصرية بالأعلاف المستوردة التي عجز المستوردون عن تسديد قيمتها بالدولار، وبحسب اتحاد منتجي الدواجن يوجد على أرصفة الموانئ ما يزيد عن 1.5 مليون طن من الذرة الصفراء وفول الصويا ومستلزمات الأعلاف. ورغم مطالبة الدواجن للحكومة بالسماح لهم بتدبير الدولار بمعرفتهم ما دامت البنوك غير قادرة على توفير العملة لهم، لم تتم الاستجابة لمطالبهم حتى الآن.

الإهمال الحكومي

يقول ثروت الزيني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن المسئولين الحكوميين مشغولين بالاستعراض الإعلامي دون الاهتمام باحتياجات المواطنين، حتى أن وزارة الزراعة توالى عليها 14 وزيرا في 9 سنوات دون أن ينجح أي منهم في النهوض بالزراعة أو قطاع تربية الدواجن، ولم يقدم أى منهم خطة إنتاجية واضحة وناجحة للحوم البيضاء.

الحقيقة أن الأزمات المتتالية في مصر سواء أزمة الدواجن أو البيض أو الألبان ومشتقاتها، هى أزمات ترجع لأسباب داخلية بالدرجة الأولى نابعة من عجز الحكومة عن توفير العملة الصعبة اللازمة للاستيراد، والفشل في إيجاد بديل محلي يسد العجز، وهو ما لا يقع ضمن أولويات الدولة المنشغلة ببناء الطرق والكباري لمدن الأغنياء الجديدة على حساب القطاعات الإنتاجية الأساسية.

شاركنا معلوماتك بخصوص أسعار البيض واللحوم البيضاء في منطقتك، ومقترحاتك لحل أزمة قطاع الدواجن

أضف تعليقك
شارك