بداية من شهر يوليو الماضي سجلت الأسواق وبورصات الدواجن ارتفاعاً كبيراً ملحوظاً في سعر كرتونة البيض التي تحوي 30 بيضة، إذ بلغ متوسط السعر 75 جنيهاً للكرتونة الواحدة من فئة أبيض وأحمر، وتجاوزت 80 جنيهاً في حالة الفئة الأفضل، وبلغت أسعار البيض البلدي 90 جنيها في بعض المناطق.
“أين المشكلة؟”
تكمن المشكلة الرئيسة في أن هناك ارتفاعا مطرداً في أسعار أنواع البروتين الحيواني الذي يستهلكه المصريون خلال الشهور الأخيرة، فبينما وصل سعر كيلو اللحمة الحمراء في غير المنافذ الحكومية إلى متوسط 180 – 200 جنيه، حتى صارت اللحوم الحمراء البلدي حكراً على طائفة معينة من المصريين، ما أدى إلى بحث المواطن عن بدائل أقل تكلفة لسد احتياجاته من اللحوم الحمراء في المواسم مثل اللحوم المستوردة من البرازيل والسودان، واللحوم غير البقريّة مثل لحوم الجمال.
كما ارتفعت أيضاً أسعار الأسماك، إذ وصل سعر البلطي “سمك الغلابة” إلى 50 جنيهاً للكيلو الواحد، وهو نفس السعر تقريباً الذي تدور في فلكه أسعار الدواجن، مع الأخذ في الاعتبار الفروق السعرية التي تختلف من مكان لآخر، ومن بائع لآخر.
في نفس الوقت تأتي الزيادة في سعر البيض، البروتين الحيواني الذي كان في متناول المصريين، رغم أن البيانات الرسمية تقول دائماً إن مصر من الدول القليلة التي لديها اكتفاء ذاتي من البيض يصل إلى 13 مليار بيضة سنوياً، مع وجود فائض تصديريٍّ بسيط يذهب إلى الدول المجاورة.
“تصريحات متضاربة”
يختلف تفسير المشكلة تبعاً للهيئة التي يعمل فيها المسؤول، فبينما يعزو مسؤولون مثل طارق سليمان رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة في وزارة الزراعة ومحمود العناني رئيس اتحاد منتجي الدواجن ارتفاع أسعار بيض المائدة مؤخراً إلى أسباب خارجية مثل ارتفاع أسعار الأعلاف من الذرة والصويا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث زاد سعر الذرة بنسبة 250% بحسب سليمان، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى موت الفراخ “البيَّاضة” ونزوع المربين نحو تربية فراخ التسمين. يرى آخرون مثل حازم المنوفي عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية في اتحاد الغرف التجارية أن هناك أسباباً داخلية أدت إلى تلك الزيادة غير المبررة، وفقا لتعبيره، على رأس تلك الأسباب لجوء بعض المحتكرين إلى تعطيش السوق في ظل غياب الرقابة الحكومية.
“لا حلول قريبة”
بالنسبة لبعض المسؤولين في وزارة الزراعة واتحاد المنتجين، فإنه لا توجد مشكلة أصلاً حتى نبحث لها عن حل، إذ يرى العناني رئيس اتحاد المنتجين أن مصر من أقل دول العالم في أسعار بيض المائدة، مستنداً إلى دراسة إيطالية تقول إن مصر رقم 94 عالمياً من أصل 105 دولة مصنفة حسب أسعار البيض، بحيث تكون الدولة الأولى هي الأكثر غلاء، كما يرى رئيس قطاع للثروة الداجنة في وزارة الزراعة أن الزيادة في سعر الكرتونة هي بمقدار 10 – 15% فقط، ولا تكافئ الزيادة في سعر الأعلاف والتي وصلت إلى 50%.
وبناء عليه، تعتقد وزارة الزراعة واتحاد المنتجين أن طرح كميات من البيض في منافذ وزارة الزراعة بسعر تنافسي يبلغ 62 جنيهاً للكرتونة الواحدة هو حل عادل نظراً إلى أن السعر لدى التجار يكفي بالكاد لتحقيق ربح بسيط، وفي حال نزول السعر بمقدار جنيهين فقط، فإنّ هذا يكون كافياً جداً لضبط المعادلة، فيما يقول مواطنون إن عدد تلك المنافذ أقل من القدرة على تلبية احتياجاتهم، كما أن بعضها بعيدة عن أماكن سكنهم، بحيث يحتاج المواطن إلى أخذ عدة مواصلات ذهابا وإيابا في الطريق إلى شراء كرتونة بيض مدعمة!
– شاركنا رأيك: كم وصل سعر البيض في منطقتك؟ وهل يمثل سعره الحالي مشكلة بالنسبة لك أم أنه سعر جيد كما يقول المسؤولون؟