شركة مصر للطيران.. ما وراء الهبوط

هل صادفك يوماً منشور على الفيسبوك يشتكي من معاملة غير مهنية لشركة طيران ما؟ مشكلة في العثور على الحقائب مثلاً، أو تأخر في موعد الإقلاع والهبوط الاضطراري أو في جودة الطعام المقدم أو معاملة غير لائقة داخل رواق الطائرة نفسها؟

تلك هي العوامل التي يمكن من خلالها تقييم شركات الطيران دون تنحية العوائد الاقتصادية والنجاحات الإدارية بالتأكيد. فتلك المعايير يتم مراعاتها عند تقييم الشركات حول العالم بشكل سنوي بناءً على استطلاعات رأي المسافرين على متن طائرات تلك الشركات. ومن أشهر الشركات التي تجري تقييمات شركة Skytrax البريطانية التي اعتادت سنويا أن تضع قائمة بأفضل 100 شركة طيران حول العالم. ويؤثر تقييم شركات الطيران على النجاح والشهرة والإيرادات في حال الفوز بمرتبة متقدمة، والعكس صحيح إذا احتلت مرتبة متأخرة أو كانت خارج القائمة من الأساس.


مصر للطيران وموقعها عالميا!

في يونيو الماضي أعلنت شركة Skytrax قائمتها لعام 2023، لم تظهر مصر للطيران ضمن أفضل 100 شركة طيران حول العالم، رغم أنها احتلت في عام 2022 المركز رقم 95، فيما تواجدت شركات عربية في القائمة على رأسها شركات طيران من قطر والإمارات وعُمان والكويت، فضلاً عن تواجد الخطوط الجوية الإثيوبية والجنوب إفريقية والكينية وغيرها من الدول الإفريقية في القائمة. وذلك بالرغم من عراقة شركة مصر للطيران و أقدميتها حيث تأسست في مايو 1932، بوصفها شركة وطنية مملوكة للدولة، وسابع شركة طيران ناقلة على مستوى العالم.

ربما يطرح هذا التراجع في تصنيف الشركة تساؤلاً جاداً حول موقع شركة مصر للطيران حاليا، ومدى علاقة تدهور تصنيفها بالمشاكل الإدارية والاقتصادية التي تمر بها الشركة من حين إلى آخر.

 ما المشكلة؟

وفقا لتقارير إخبارية؛ تعاني شركة مصر للطيران من مشاكل متعددة، من أبرزها مشكلة الفساد التي تحدث عنها الطيارون في أزمة 2015 التي قام على إثرها 224 طياراً بتقديم استقالتهم على خلفية التفاوت الضخم في المستحقات المالية التي يتلقاها الطيارون، حيث يتقاضى كبار الطيارين مرتبات ضخمة تصل أحياناً إلى مليون جنيه شهرياً في حين تعرض آخرون لتخفيض رواتبهم بنسبة 30%. بالإضافة إلى صفقات تأجير 6 طائرات بوينج لمدة عشر سنوات، دفعت على إثرها شركة مصر للطيران 50 ألف دولار يومياً إيجاراً لكل طائرة أي 300 ألف دولار يومياً على الطائرات الستة، بالإضافة إلى مصاريف الصيانة والبنزين.

أمر آخر يعاني منه الجهاز الإداري في شركة مصر للطيران وهو العدد الكبير والزائد للعمالة حيث يصل عدد العمال إلى 35 ألف شخص. وتشير بعض التقديرات إلى أن هذا العدد الضخم من الموظفين تم تعيينه بالمحسوبية دون حاجة فعلية له.

كذلك تبرز مشكلة زيادة عدد المكاتب الخارجية لمصر الطيران دون الحاجة إليها حاليا، حيث يعتمد غالبية المسافرين على الحجز الإلكتروني دون زيارة تلك الفروع، وتمتلك الشركة 73 مكتباً حول العالم وهو رقم ضخم جداً مقارنة بالشركات الأخرى.

 خسائر بالمليارات وقروض دون محاسبة!

تقدم عدد من النواب بطلب إحاطة في البرلمان في مارس الماضي بخصوص خسائر شركة مصر للطيران التي وصلت إلى 30 مليار جنيه. فيما برر رئيس شركة مصر للطيران، محمد موسى، تلك الخسائر بأن جزءا منها مُرحل من فترات طويلة، وجزءا آخر يتعلق بأزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتحريك سعر الصرف. لكن تلك التبريرات غير مدعومة بأي أدلة وبالأخص في ظل مواجهة الشركة لمشاكل إدارية ضخمة وهيكلية تتسبب في خسائر باهظة.

تعتمد الشركة من حين إلى آخر على نظام القروض، وهو ما لجأت إليه في عام 2021 حيث وافق مجلس النواب حينها على منح مصر للطيران قرضاً بقيمة 5 مليار جنيه من البنك المركزي بضمان وزارة المالية. وهو أمر يصعب تكراره في ظل الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تمر بها البلاد.

برأيك ما هي الحلول الفعالة لأزمة شركة مصر للطيران؟

أضف تعليقك
شارك