كامل الوزير: هل بدأت رائحة فساد وزير السعادة تفوح؟

هو أحدُ الوزراء المقرَّبين من الرئاسة، عميق الولاء للرئيس، ويتشدد في تطبيق سياساته المتعلّقة بضرورة تحصيل المال من المواطن نظير أيّ خدمة أو تعاقد، كامل الوزير، الرجل الَّذي استعان به السيسي، من الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة إلى وزارة النقل، بغرض وقف نزيف الدماء على قضبان السكة الحديد.

ورغم ذلك، يبدو كما تقول الشواهد أنَّ كامل الذي يطلق عليه محبوه لقب “وزير السعادة” ربما تأثَّر سلبًا بكمّ الأموال المهول الَّتي يشرف عليها، منذ ترأسه للهيئة الهندسيَّة حتَّى شغله لحقيبة النقل.. فما القصة؟ 

المشهد الأول: تصريحات خطيرة

بالزي العسكري قبل أن يصبح وزيراً للنقل، وفي إحدى المحافظات الحدودية، وبين أناسٍ يعتقد أنهم يعملون مع الجيش، وعبر كاميرا شخصيَّة رديئة الجودة، صُوّر كامل وهو يتجاذب أطراف الحديث بصراحة شديدة مع الحاضرين لدرجة أنَّه لامهم على عدم قدرتهم على “غسل الأموال” المتعلقة بالتهريب الحدودي، واصفًا إياهم بأنهم “مهربين خايبين”، ومقترحًا عليهم أن يتمَّ غسل تلك الأموال بطريقتين: الأولى هي تقاسمها مع الضباط، والثانية بإدخال جزء من هذه الأموال في مشروعات المقاولات مع الجيش لتعظيم الربحيَّة. 

المشهد الثاني: ملايين ضائعة

في حوار حميميٍّ مع الإعلامي الأكثر استضافةً له، أحمد موسى، وفي خضم الحديث عن تطوير السكك الحديديَّة على نحوٍ غير مسبوق، قال كامل إنه استطاع بفضل الجديَّة والوضوح إقناع مدير الشركة الإسبانية المصنعة لقطارات تالجو بتخفيض قيمة توريد الصفقة لوزارة النقل من 141 مليون دولار إلى 126 مليون دولار، إضافة إلى الحصول على قطع فنيَّة مهمة بشكل مجّاني من الشركة.

ثم يتضح من موقع الشركة الإسبانية أنَّ المبلغ الرسميَّ الذي أبرم به الطرفان الصفقة الّتي تمت عام 2019 هو 172 مليون دولار، مقابل الحصول على 6 قطارات بسرعة 160 كم في الساعة، وبمدة صيانة تبلغ 8 سنوات؛ ما يعني أنَّ الوزير لسبب ما قد أغفل 46 مليون دولار، تمَّ الاتفاق عليهم مع الطرف الإسباني رسميًا.

المشهد الثالث: ساعة فاخرة 

خلال حضوره جلسةً مع نقابة المهندسين، بغرض احتواء المشكلة الّتي نشبت بعد قيام بلطجيَّة باقتحام وتكسير صناديق الاقتراع في النقابة، وأثناء حديث حادٍّ مع إحدى المهندسات التي سألته عن مصير المسار القانوني لملاحقة مقتحمي النقابة، فإذا بساعةٍ فاخرة تظهر في يد الوزير.

 

وفقًا لمدوَّنين في ذلك المجال، فإنَّ الساعة في يد الوزير من طراز “رولكس ديت جست 41”، ولها رقم مرجعي 126333، وتبلغ قيمتها 16 ألف دولار أمريكي، أو ما يعادل نحو 600 ألف جنيه مصري، وهو ما حاول محبو الرجل تبريره بأنه ينحدر من عائلة ثريَّة في الدقهليَّة، كما أنه من الوارد أن تكون هديَّة من أحد رجال الأعمال، لا أكثر!

المشهد الرابع: الوزراء في خدمة بعضهم

أخيرًا، فإنّه من المعروف أنَّ لدى محمد شاكر، وزير الكهرباء الذي يحتفظ بمقعده منذ حوالي عقد، شركةً خاصة تعمل في مجال “الاستشارات الهندسيَّة” للمشروعات الكبرى وتحمل اسم الوزير “شاكر جروب”، وتشارك بالفعل في كثيرٍ من مشروعات المقاولات الّتي تنفذها الحكومة، من مطروح غربًا إلى الصعيد جنوبًا. 

الجديد، أنَّ كامل الوزير قد منح الشركة الّتي يملكها وزير الكهرباء ويديرها نجله إسماعيل شاكر شراكةً مستمرَّة في مجال الاستشارات الهندسية مع وزارة النقل بموجب مذكرة تفاهم وقعت يوم 17 يونيو 2023، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة عن علاقة ممثلي السلطة بالمال العام.

يشار إلى أنَّ كامل نفسه قد وبَّخ مواطنة في أبريل 2019، أمام كاميرات الإعلام، لأنها تساءلت عن وجاهة التخفيض في تعريفة المترو الذي يحصل عليه ابنها المصاب بالتوحد، إذا كان المرض يفرض عليه الاحتياج إلى مُرافق للتنقل، ولا يبيح القانون تخفيض سعر التذكرة للمُرافق.

 شاركنا رأيك: كيف ترى المشاهد الأربعة من وجهة نظرك: هل هي تربص إعلامي بالوزير أم تساؤلات مشروعة؟

أضف تعليقك
شارك