لماذا تفضل شركات تكنولوجيا المعلومات دول الخليج بدلا عن مصر؟

في أغسطس الماضي افتتحت شركة أمازون منطقتها الثانية الخاصة بمركز بياناتها في الشرق الأوسط في الإمارات باستثمارات تقدر بنحو 5 مليارات دولار، ويتوقع أن تشغل نحو 6 آلاف وظيفة، بينما أعلنت شركة مايكروسوفت إنشاء منطقة مراكز بيانات في قطر باستثمارات أولية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار.

وفي حين أن نحو 22 شركة عالمية تمتلك مقرات إقليمية في الرياض، توجد مقرات لما يزيد عن أكثر من 20 شركة عالمية في الدوحة، بينما اتخذت نحو 25% من أكبر 500 شركة عالمية من الإمارات مقرا لعملياتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن بينها شركات جوجل ومرسيدس وسامسونج، بينما لا نجد شبيها لذلك في مصر، فما هي الأسباب وراء تفضيل شركات تكنولوجيا المعلومات للخليج وضعف المنافسة المصرية؟

قيود الدولة والرسوم المرتفعة

تأتي القيود المفروضة من جانب الحكومة على الشركات الأجنبية في إخراج أرباحها أو أموالها من مصر في مقدمة الأسباب التي تضعف من قدرة البلاد على جذب الشركات العالمية، فشركات مثل جوجل وأمازون تفضل الإمارات على مصر بسبب المميزات والتسهيلات التي تقدمها الإمارات مقارنة بالتعقيدات والإجراءات الروتينية في مصر.

وفي المرتبة الثانية، تأتي الرسوم المرتفعة التي تفرضها الشركة المصرية للاتصالات على الكابلات المارة بمصر سواء كرسوم مقابل  تقديم خدماتها لاستخدامات محطات الإنزال أو العبور عبر الكابلات الأرضية بين البحرين الأحمر والمتوسط، أو كرسوم على  مُشغلي الكابلات، وذلك مع العلم أنه يمر بمصر نحو 17 كابلا تمثل 15% من كابلات الإنترنت العالمية، وهو ما جلب كإيرادات خلال الفترة بين 2000  – 2019 إيرادات بلغت 369 مليون دولار.

وجدير بالذكر أنه رغم ذلك العدد الكبير من الكابلات المارة بالبلاد، فإن مصر تعاني من سرعات انترنت منخفضة للغاية حيث تأتي في المرتبة رقم 80 من بين 182 دولة على مستوى العالم في سرعة الانترنت الثابت مقارنة بالإمارات التي تشغل المركز 11،  وتشغل مصر في إنترنت الهاتف المحمول المرتبة 81 من بين 140 دولة على مستوى العالم.

احتكار ملف خدمات الكابلات

تحتكر “الشركة المصرية للاتصالات” عملية توصيل الكابلات والانترنت لأن الدولة تدرج هذا الملف ضمن الأمن القومي للبلاد، ولكن إدارة الشركة تستغل هذا الوضع في فرض أسعار مرتفعة مقارنة بمستوى الخدمات التي تقدمها. وفي المقابل تسمح الإمارات لشركات الاتصالات بالمنافسة ولا تحتكر عملية التوصيل. ويشير الخبير الاقتصادي وليد جاب الله إلى أن أمازون اختارت في البداية مصر كمقر لها في الشرق الأوسط ثم بعد مشاورات مع مسئولي هيئة الاستثمار المصرية جاءت الأخبار فجأة بافتتاح فرع لها في الإمارات .

شاركنا برأيك حول أسباب ضعف المنافسة المصرية على جذب شركات تكنولوجيا المعلومات وعدم استفادة مصر من ميزة موقع الجغرافي الحيوي ؟

أضف تعليقك
شارك