أسعار مستلزمات الدراسة: من يحنو على المصريين؟

أجَّلت الحكومة خلال العام الجاري موعد بداية العام الدراسي قليلا حيث بدأ في مطلع أكتوبر الجاري عوضا عن منتصف سبتمبر، الموعد التقليدي لبدء الدراسة؛ ولكنَّ ذلك لم يغير في المعادلة التي صاغتها الدولة، والتي عنوانها: هتدفع يعني هتدفع!

ركود للتاجر وعبء على الأسرة

نفقات بدء الموسم الدراسي تعتمد على معادلة متشعبة؛ فلكلِّ أسرة عادة أكثر من طالب في المسارات الدراسية المختلفة، والطالب الواحد يحتاج إلى عدد كبير من البنود لكي يجاري زملاءه ويواكب الحد الأدنى من متطلبات العملية التعليمية، وفي كل بند من تلك البنود يحتاج الطالب إلى عدد معين من الوحدات؛ لتصبح المعادلة: عدد الأبناء وعدد الوحدات وعدد البنود.

بعض المدارس تبالغ في تحميل الأسرة مزيدا من الأعباء غير الضرورية مثل المناديل والمنظفات الشخصية والأدوات المكتبية الترفيهية، وبمجرد حصول طالب واحد على أيٍّ من تلك البنود في الفصل، فإنّ ذلك البند يصبح تلقائيا مطلبا للعديد من الطلاب.

أسعار باهظة

دشنت الحكومة معارض إقليمية في المحافظات بأسعار مخفضة تحت اسم: “أهلا مدارس”، ولكنّ تلك المعارض المخفضة تضمنت زيادات في الأسعار مقارنة بالسنوات الماضية وفق التالي:

– وصل سعر الشنطة المحلية إلى 140 جنيها

– تراوح سعر الحقيبة المستوردة من 300 إلى 700 جنيه.

– حزمة الكراسات (12 كراسة في 50 ورقة) بـلغ سعرها 60 جنيها.

وقد اشتكى الأهالي في المحافظات من صعوبة الوصول إلى تلك المعارض، نظرا لأنّ عددها محدود (23 معرضا في أنحاء البلاد) كما أنّ الوصول إليها من الضواحي والقرى يتطلب إنفاقا موازيا على بند النقل والمواصلات الذي بات مكلفا في ظل ارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى أنّ المعرض قد انتهى رسميا قبل بدء الدراسة بـ20 يوما، وذلك في 10 سبتمبر الماضي، ما أدى إلى عدم استفادة كثير من الأسر الراغبة بالتخفيضات.

خارج تلك المعارض، تزيد الأسعار كثيراً، حتى أنّ متوسط سعر الحقيبة المستوردة المصنوعة من خامات معقولة وصل إلى ألف جنيه في بعض الأماكن، وبحسب العديد من أولياء الأمور، فإنّ اللجوء إلى شراء منتجات مصنوعة بخامات رديئة ليس بالضرورة خيارا موفرا؛ لأن المنتج المصنوع من خامة رديئة، والذي يباع بسعر رخيص، مثل الزي الدراسي والحقيبة والحذاء يتعرض للتلف سريعا، مما يؤدي إلى ترحيل هذا البند، وليس سده كما ينبغي.

في نفس الوقت، فإنّ معظم المخابز “الأفرنجية” صارت تقدم سعر رغيف العيش الفينو الواحد بما لا يقل عن 75 قرشا وقد يصل إلى 125 قرشا في بعض الأماكن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأجبان، بحيث يباع كيلو الجبن منخفض القيمة الغذائية المصنوع من الدهون بشكل أساسي بدلا من اللبن بما لا يقل عن 40 جنيهاً، كما وصلت سعر البيضة الواحدة إلى 3 جنيهات، ما يطرح تساؤلات عن تدبير الأسرة وجبة مشبعة لكل طالب: كم رغيفا؟ وبأي سعر؟

على هذا المنوال، يحذر عدد من خبراء التعليم من ازدياد معدلات التسرب من التعليم الأساسي، خاصة في أطراف المدن والصعيد، والتي وصلت إلى نحو 70 ألف متسرب العام الماضي، وذلك بالنظر إلى ارتفاع تكلفة تعليم الأبناء، وعدم اليقين من حصولهم على تعليم مناسب لسوق العمل، رغم تلك النفقات.

شاركنا تجربتك في توفير مستلزمات الدراسة خلال العام الجاري في التعليقات

أضف تعليقك
شارك