قطاع الألبان من القطاعات الحيوية في مصر إذ تقدر قيمة إنتاج الألبان بنحو 3.3 مليارات دولار سنويا بما يعادل نحو 1.6 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتنتج الماشية المحلية 5 ملايين طن سنويا تغطي 72 % من احتياج السوق، ويُسد العجز عبر الاعتماد على الحليب المستورد المجفف. وتواجه مزارع إنتاج الألبان في الآونة الأخيرة تحديات عديدة أثرت على أصحاب المزارع بالسلب وخصوصا صغار التجار، وتسببت في نقص المعروض بالسوق وزيادة الاستيراد ورفع سعر المنتج النهائي مما زاد من الأعباء المالية على كاهل المصريين.
أسباب معاناة سوق الألبان
- ارتفاع سعر الحليب المجفف المستورد، إذ يحتاج سوق الألبان إلى استيراد 2.2 مليون طن من الحليب المجفف لسد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج وهو ما يتكلف مبلغا يتراوح بين 500 مليون دولار إلى مليار دولار سنويا بحسب غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، وقد ارتفع سعر طن الحليب المجفف من 48 ألف جنيه في العام الماضي إلى 88 ألف جنيه في العام الحالي، وهو ما أدى إلى صعوبات في استيراده في ظل صعوبة توافر العملة الأجنبية.
- ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة، وأسعار مواد التغليف والتعبئة من الكارتون والبلاستيك بنسبة 35 % وزيادة أسعار النقل بعد الارتفاعات المتتالية في أسعار الوقود، وهو ما انعكس على توجه مربي الماشية إلى تخفيض أعدادها لتقليل النفقات إذ يقول مصطفى محمد أحد مربي الماشية (خفضت حجم الماشية لدي من 300 رأس إلى 70 بسبب غلاء الأسعار والزيادة الكبيرة في تكلفة المدخلات).
- زيادة أمراض المواشي وموتها في ظل ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية واستيراد جزء كبير منها من الخارج، ما يتسبب في ارتفاع الأسعار في السوق بسبب نقص إنتاج المزارع كما تسبب في خسائر فادحة لأصحاب المزارع.
- تغير المناخ، إذ يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى خفض إنتاج الماشية التي تصاب بالإجهاد وضعف الشهية وخفض معدلات التكاثر وضعف المناعة فينخفض معدل انتاجها، وقد انخفض إنتاج بعض المزارع خلال الصيف الأخير من 800 كيلو جرام إلى 300 كيلو جرام يوميا بسبب الحر والحمى القلاعية.
تداعيات الأزمة على المواطن
يُقدر نصيب المواطن المصري من استهلاك الألبان نحو 23 كيلو جرام سنويا، وعند مقارنته بمتوسط نصيب الفرد العالمي المقدر بنحو 100 كيلو جرام نجد فجوة كبيرة، متوسط نصيب المواطن الأمريكي مثلا يبلغ 180 كيلو جرام، وبالتالي فإن زيادة أسعار الألبان مع تناقص كميتها سيؤدي إلى تراجع استهلاك المواطن المصري مما يؤثر على صحته بالسلب، وبالأخص لدى الأطفال.
اقتراحات لحل الأزمة
في مواجهة خطر الإفلاس، طالبت الجمعية المصرية لمنتجي الألبان شركات التصنيع بإعادة تسعير استلام الألبان من المزارع ومراعاة ارتفاع أسعار تكاليف المنتج، ولكن ذلك سيدفع باتجاه زيادة الأسعار مما يدفع المواطنين لتقليل استهلاكهم للألبان.
يطالب أصحاب مزارع إنتاج الألبان بإعفاء خامات الأعلاف من الجمارك وتيسير دخولها، فيما يقترح بعض المتخصصين زيادة الرقعة الزراعية للذرة الصفراء والحبوب التي تدخل في صناعة الأعلاف والاعتماد على العلف المحلي وتقليل استيراد الحبوب التي تساعد في غلاء سعر المنتج، وتوفير العناية الطبية للماشية وتقديم التطعيمات اللازمة لها، وتوفير جو رطب وكميات مياه مناسبة، فكلها عوامل تعزز من إنتاجية الماشية وستساهم في خفض أسعار الألبان ومشتقاتها في السوق المصري.
شاركنا تجربتك بخصوص استهلاك الألبان، ومقترحاتك لحل الأزمة.